السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أن الاهتمام بالأجيال القادمة من أهم الوسائل لرفعة الأمة ونهضتها ، لذا يجب أن نركز على هذا الجانب خصوصا أن الأعداء يحاولون جاهدين أن يصرفوا هذه الأجيال عن هدفها وذلك بالغزو الثقافي والفكري الذي هو أشد من الغزو الاقتصادي والعسكري .
إن تربية الأبناء مسؤولية كبيرة لهذا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يحمل الوالدين مسؤولية تربية الأبناء مسؤولية كاملة فقد روي عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.....، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ......"
قال ابن القيم " قال بعض أهل العلم أن الله سبحانه وتعالى يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده فإنه كما للوالد حقا على ابنه فإن للابن على أبيه حق ."
فلابد من بذل الجهد والعمل الدؤوب في إصلاح الأطفال وتصحيح أخطائهم على الدوام ، وهذه مشاركة بسيطة ومحاولة مني لوضع منهج عملي لتربية الأبناء قد سبقني بها أساتذة أفاضل وباحثين ننهل من أعمالهم .
أولاً - مرحلة سابقة :
اختيار الأم واختيار الأب فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : " تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَأنْكِحُوا الْأَكْفَاءَ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ "
ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " فاظفر بذات الدين تربت يداك "
وحديث " إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ "
ثانياً – مرحلة الطفولة :
1- اختيار الاسم فلكل امرئ من اسمه نصيب عن سعيد ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا اسْمُكَ قَالَ : حَزْنٌ قَالَ أَنْتَ سَهْلٌ قَالَ لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ فَمَا زَالَتْ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْد .ُ
وروي أيضا أن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِرَجُلٍ مَا اسْمُكَ فَقَالَ جَمْرَةُ فَقَالَ ابْنُ مَنْ فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ مِمَّنْ قَالَ مِنْ الْحُرَقَةِ قَالَ أَيْنَ مَسْكَنُكَ قَالَ بِحَرَّةِ النَّارِ قَالَ بِأَيِّهَا قَالَ بِذَاتِ لَظًى قَالَ عُمَرُ أَدْرِكْ أَهْلَكَ فَقَدْ احْتَرَقُوا
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَتَطَيَّرُ مِنْ شَيْءٍ وَكَانَ إِذَا بَعَثَ عَامِلًا سَأَلَ عَنْ اسْمِهِ فَإِذَا أَعْجَبَهُ اسْمُهُ فَرِحَ بِهِ وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهُ رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَإِذَا دَخَلَ قَرْيَةً سَأَلَ عَنْ اسْمِهَا فَإِنْ أَعْجَبَهُ اسْمُهَا فَرِحَ وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهَا رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ
2- الرضاعة الطبيعية ليرتوي الطفل منها عطفا وحناناً وحباً ، وللرضاعة الطبيعية تأثير خفي وإلا فأخبرني بربك ما سبب منع الزواج من الأخوة بالرضاع
3- اختيار الألعاب إن كانت بنت تختار ألعاب خاصة للبنات وبالنسبة للأولاد تختار ألعاب تخص الأولاد . وتوجد ألعاب تعليمية يفرح بها الطفل وتنمي عنده مهارات جيدة مثل : كراسات للتلوين ، ولوحات للكتابة والتراكيب ، والطين الصناعي (الصلصال) هذه تنمي لدى الطفل الخيال وحب الكتابة ومسك القلم ومع التشجيع تجد أنه برز على أقرانه .
4- القصص ودورها مؤثر وقيل قديما اسأل مجرب ولا تسأل طبيب ، أولاً : قصص ما قبل النوم تحاول الأم أن تعالج المشاكل التي قد يمر بها الطفل وذلك عن طريق قصة قصيرة وجميلة ترسِّخ فيها الأخلاق الفاضلة والقيم العالية . ثانيا : السيرة النبوية بأسلوب مبسط وسلس وبعبارات مفهومة للطفل وقصص الصحابة والصحابيات وذلك لتقديم القدوة وسد الفراغ الموجود حالياً ولا ننسى إن هذا من الأسلوب النبوي لتربية أصحابه فكان يذكر لهم من قصص من مضى . وصدقوني تراها مؤثرة مرررررررررررة والقرآن ملئ بذكر القصص .
5- اصطحابهم لصلة الأرحام.
6- إدخالهم في دور تحفيظ القرآن .
7- إحضار مربي لهم أو مربية للبنات تغرس فيهم القيم والأخلاق الفاضلة وكان مطبق في العهود السالفة ((ولست أعني خدم)) .
8- عند وقوع أخطاء من الأطفال فلا تبدأ بمعاقبتهم مباشرة فإن آخر الدواء الكي ولكن ابدأ بالحديث معهم في محاولة لإفهامهم أين الخطأ الذي وقع لأن معظمهم لا يعلم سبب العقاب لأنه ببساطة لا يعلم ما الخطأ .
9- بعد إعلامهم بالخطأ وتكرر وقوعه ابدأ بالتهديد ولكن لا تتخذه شعارا – لن آخذكم معي للذهاب للمكان الفلاني أو ما راح اشتري لكم كذا - وغيرها من الأمور
10- عند ضربهم وكما قلنا آخر الدواء الكي عليك :
أ بأن لا يكون الضرب شديدا فإن أقل شئ يمكن يبكي الطفل فضربات بسيطة على اليد قد تفي بالغرض
ب تجنب الوجه لأنه مكان التكريم فضرب الوجه يزعزع شخصية الطفل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه
ج إياك أن تضربه أمام أخوته أو أصحابه
11 – أكثر من الدعاء لهم بدل من الدعاء عليهم واربط دعاءك بالجنة – مثل الله يدخلكم الجنة –
12- اكثر من ذكر الجنة وحببهم فيها وللشيخ أحمد القطان شريط بعنوان أولادي والجنة ممتاز أنصحكم بسماعه
13- لا تقارن بين الأخوة فهذا يسبب الغيرة بينهم
14- ابدأ معهم تطبيق ما ربيتهم عليه وذلك مثلا إذا كنت تكلمت معهم عن التبرع أعطهم مالا واذهب معهم لإحدى اللجان الخيرية للتبرع وبعدين احضر لهم حصالة خاصة للجان وانظر هل يطبقوا ما تعلموه . إذا لم يطبقوا هذا بالنسبة لك مؤشر تستطيع أن ترى نتيجة التعليم والتربية وتستطيع أن تعمل إجراء تصحيحي للوضع وذلك من خلال الجلسات العائلية أو القصص الليلية وغيرها من الطرق.
15- صل النوافل في البيت – للأب- وأمام الأبناء حتى تكسب الأجر الكبير في الدنيا والآخرة وليروك أبناؤك وأنت تصلي فيعلموا الحركات والسكنات والركوع والسجود ومن جرب سيخبرك بمدى تأثر الطفل بهذا. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا
16- علمهم على الوضوء كما كان يعلم الصحابة التابعين ذلك بالفعل وأمامهم فيبدؤوا في التطبيق. عن حمران مولى عثمان أنه رأى عثمان بن عفان دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلهما ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه . 17- علمهم على الصلاة كما كان يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة ذلك . عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد وقال ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع يصلي كما صلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاثا فقال والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني فقال إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا وافعل ذلك في صلاتك كلها
18- أبعدهم عن الفضائيات ، والسيغا ، والنتندو .
19- إذا بلغ الطفل السن الخامسة أحضر له قصص للقراءة - وإن كان لا يستطيع القراءة – فللقراءة بالنسبة للطفل مراحل يمر بها وهذه البداية
20- حبب إليه القراءة وأنصحكم بكتيب صغير عنوانه " كيف تجعل طفلك يحب القراءة ؟ " لإبراهيم الغمري دار ابن حزم.
21- لا تعتقد إن طفلك لا يفهم ، خاطبه بلغتك العادية فهذا ينمي لديه القدرة على الكلام.
22- عندما يأتيك ليكلمك فلا تصده أو تصرخ بوجه اسمح له بالكلام أنصت له قد استطاعتك فإذا ضجرت اطلب منه أن يعمل عملاً أخرا. سماحك له بالكلام وعدم صده يقوي لديه قوة التعبير وطلاقة اللسان ويقوي الصلة بينك وبين الطفل.
23- أحضر لهم الأشرطة الإسلامية كالأناشيد ، وأفلام الكارتون الإسلامية التي تزرع فيهم الأخلاق الفاضلة وحب الجهاد.
24- توجيهات المستمرة مطلوبة للطفل في هذا السن فلا تنسى ذلك
25- لا تنسى الدعاء لهم بأن يصلحهم الله فما عليك إلا هداية الإرشاد والله عليه هداية التوفيق .
26- أنت قدوة أبنائك فلا تنسى ذلك ، فلا تخالف ما تدعو إليه وكما قيل " غير الناس بأفعالك ولا تغيرهم بأقوالك " .
27- أبعد النقاشات العائلية عن الأبناء ((النقاشات بين الوالدين ))
28- وللأب همسة إن للأم دور عظيم في التربية فلا تنسى ذلك وأعطها من وقتك حتى تعطيك من وقتها.
في النهاية بودي إثارة مسألة مهمة وهي أنه توجد مؤثرات خارج نطاق البيت تؤثر على تربية الأبناء وهي :
1- المدرسة
2- الصحبة
3- الإعلام ((تلفاز + صحف + مجلات +....الخ))
وهذه مؤثرات رئيسة سنحاول في المستقبل أن نضع الحلول لها ولو جزئياً والله المستعان
هذا ما لدي عن مرحلة الطفولة