تعتبر هذه الطريقة من أقدم الطرق الصوفية في العالم الإسلامي، وقد وصلت إلى الجزائر في وقت مبكر عن طريق الحجاج إلى بيت الله الحرام منذ القرن السادس الهجري، وقد وضع النواة الأولى للقادرية في وادي سوف الشيخ إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية بن شريف الذي قدم من نفطة بالجريد التونسي والذي عاش ما بين (1229-1292هـ) الموافق (1813-1875م)، ووضع حجر الأساس الأول لزاوية اعميش بالوادي، وبعد وفاته تولى من بعده ابنه الأكبر محمد الكبير أمر زاوية نفطة.
وقد فتحت فروع لهذه الزاوية في مناطق أخرى كقمار والرباح واعميش والبهيمة التي تولاّها الشيخ الهاشمي بن إبراهيم الشريف (ص) الذي كان نائبا لأخيه محمد الكبير. وقد كانت له سلطة روحية على معظم أتباع الطريقة القادرية، وأصبح الرئيس المطاع بوادي سوف، وخلال توليه أمر الزاوية وفي سنة 1918م، قام بانتفاضة شعبية عُرفت بـ " هدّة اعميش الأولى" التي كانت دوافعها : مواجهة تسلط القياد ورفض الضرائب التي أرهقت كاهل سكان سوف، وكذلك التصدي للقوانين الاستثنائية الخاصة بالتجنيد الاجباري، وإحياء روح الجهاد ونشر الوعي السياسي، فزحفت الجماهير الغاضبة ليلا في يوم 15 نوفمبر 1918م، بدءً من البياضة إلى الوادي ، فاستنجد الحاكم الفرنسي بالشيخ الهاشمي الذي كان في زاويته بعميش فأوقف الجماهير، بعد أن وعد الحاكم بتنفيذ مطالب السكان وإطلاق سراح المعتقلين، وقد قال الشاعر مفدي زكرياء في إلياذته مخلدا هذه الانتفاضة:
وضرغامها الهاشمي الشريف يذيق " بواز " العذاب المهينا
وبعد وفاته عام 1923 ودفنه في زاوية اعميش (ص للضريح) تولى أمر الزاوية ابنه عبد العزيز الشريف ثم محمد الصالح، وخلال الثورة أغلقت الزاوية وتشرّد أتباعها ولم تستعد نشاطها إلاّ في فترة التسعينات، وهي الآن تقيم سنويا المهرجان الثقافي للشيخ الهاشمي الشريف. وقد أقيم مسجد الشيخ الهاشمي في زاويته والذي يسمى الآن بمسجد الستة، وساهم في التعليم القرآني، وقد تولى إمامته محمد الغزالي العربي بن ستو، البشير بن مسعود الجديد، لخضر بن علي قادري، العربي قزون، الحاج أحمد بن جاري، بكوش بن ساسي، العروسي ستو، محمد بن عبد الله باقي وأخوه الطاهر وأخيرا ابنه الجيلاني الذي بقي إلى يومنا هذا.
نشاطات الزاوية ودورها:تقع الزاوية القادرية في جهة عميش بالبياضة (ص للزاوية + صوت الحضرة)
-كانت الزاوية رمزا للكرم والسخاء بإطعام العشرات من المساكين ورعاية الفقراء، حيث تقدم كميات هائلة من القمح والتمر وخاصة أوقات الأزمات.
-تشجيع التعليم العربي وفتح المدارس لتعليم القرآن الكريم وأحكام الدين الاسلامي في البياضة والوادي ، وأرسلت بعثات علمية للزيتونة بتونس.
-كان للزاوية دورها الجهادي حيث قدم الشيخ الهاشمي مساعدات للثوار الليبيين عام 1916.
-قاومت الزاوية الاستعمار الفرنسي ما بين 1918-1938، وساهمت في بث الوعي الوطني السياسي في سوف.
هي طريقة رحمانية نسبة إلى مؤسسها الشيخ محمد بن عبد الرحمان الأزهري الزواوي الجرجي (1720-1793)، وعرفت بالعزوزية نسبة للشيخ محمد بن عزوز البرجي الذي ولد سنة 1756. وقد عرفت هذه الطريقة الرسوخ والتوسع في وادي سوف على يد الشيخ سالم العايب، الذي عاش فقيرا، وأصيب بالعرج وهو لا يزال رضيعا في مهده، ولم يمنعه ذلك من الرحلة في طلب الرزق أو زيارة شيوخه. وقد اشتهر الشيخ سالم العايب بسمته الصوفي، وخلقه الفاضل، الذي جعل الشيخ علي بن عمر يختاره مقدما على اخوان سوف الرحمانيين رغم أميته وقلة ثقافته، وقد وضع نواة زاويته في بادئ الأمر زريبة ثم تطورت إلى زاوية في حدود 1236هـ(1820م) وازدانت عام 1930 بتشييد مسجد مجاور لها، وبعد وفاته عام 1277هـ(1860م) ودفنه في الزاوية تولى أمر الزاوية من بعده ابنه مصباح بن سيدي سالم (ص) الذي تلقى تعليمه على يد الشيخ مصطفى بن عزوز بإذن من والده، وقد انتشرت الطريقة في عهده في الوادي والزقم وكوينين وقمار.
ثم تولى أمر الزاوية الشيخ محمد الصالح بن سيدي سالم ثم محمد العربي بن مصباح ثم سي محمد العزوزي بن محمد الصالح ثم سي محمد الطاهر بن محمد الصالح، وعند وفاته سنة 1978 آلت الزاوية إلى ابنه سي الحسين إلى يومنا هذا.
دورالزاوية ونشاطاتها : (ص للزاوية+صوت الحضرة) تقع الزاوية بسوق مدينة الوادي في الناحية الشرقية من حي لعشاش، وقد كان لها دور هام في التعليم القرآني حيث أنها قامت إلى جانب إطعام عابري السبيل ببناء معهد لتعليم القرآن الكريم في سوف والبلدان القريبة منها، حيث تعدّى ذلك إلى بلاد النمامشة ووادي ريغ. وقد تخرج الآلاف من حفظة كتاب الله على يد الشيخ أحمد بن بكار وابنه العيد وحفيده سيدي حمّه، والطلبة الذين يدرسون من مختلف أنحاء البلاد تضمن لهم الزاوية الرعاية التامة من إيواء وإطعام، كما تحتوي الزاوية على مكتبة ضخمة تّدعى مكتبة سيدي سالم التي تستقبل يوميا الباحثين والطلبة.