حوار من أجل الحوار !؟؟ تفضل و لن تندم

قال لي صديق أنه لا فائدةَ من الكتابة .. هيَ _على حد تعبيره_ تُشبه كثيراً حل الكلمات المتقاطعة .. تستنزف وقتنا ليس إلا .. ثم أننا لا نخرجُ من بعدُ بشيء ..

ولأنني شخصٌ يُحِب ويُفضل مجادلة هؤلاء فقد دخلتُ معه في حوار .. ربما رغبةً فقط في الحوار نفسه ! .. لم أكن مُهتماًّ بتحصيل شيء ما .. كـ إقناعه مثلاً برأيي "الآخر" .. كنتُ أعلم سلفاً أن موضوعاً كهذا هوَ في حد ذاته أمر آخر يستنزف وقتنا ليس إلا ! ..



_سألني : عن الكتابة وهل هيَ وسيلة ؟ أم غاية ؟ ..
الكتابة وسيلة لغاية ..



_ألَم تكن يوما ما غايةً ؟ ..
كانت .. أعترف بذلك .. ولكنها كانت كنوبةٍ عارضة لم تستقر ! ..



_لماذا تكتُب ؟ ..
!!!!!


_لا تجد الأجابة .. إذن أنت تكتُب لتكتُب ؟ إذن فهيَ غاية ..
لا .. بل أجد الإجابة ياصديقي .. ولكني أتعجب من سؤال كهذا .. أنا أكتب ليُسمع صوتي .. أؤمن بأن أحداً ما يسمعه أو سـ يسمعه .. أحدٌ لا أعرفه .. ولكنني أظنه يقرأ ما أكتُب .. بل ويتبنى كلماتي اللتي أتعبَهَا التيه والضياع ..



_إذن .. لماذا تقرأ ؟ ..
سؤالٌ أظنه خارج الموضوع .. ولكني سأجيب .. أنا أقرأ لأقرأ ..



_خارج الموضوع ؟ بالعكس تماماً .. فالقراءة والكتابة قَد ولدت إحداهما الأخرى ! ..
في القراءة فوائد عظيمة .. إبتدأ الوحي الإلهي بـ إقرأ .. وهذه تكفي .. وإن كُنتَ "أنتَ" ترى بأن القراءة قد ولدت الكتابة .. فإنك إذن تُناقض نفسك .. إذ أنه لايمكنك أن تقول بأن الكتابة لافائدةَ منها .. إلا إذا كُنتَ ترى بأن ( إقرأ ) بلا فائدة ..



_تظن أنك غَلبتني ؟ ..
لايهم .. أنا أستنزف الوقت معك ليس إلا .. وأحل أسئلتك المتقاطعة مع بعضها ! ..



_ليست كل ( إقرأ ) مفيدة .. وليست كُل الكتابة مفيدة ! ..
صحيح .. وكل الأشياء كذلك .. تفيد أحياناً ولاتفيد ..



_هل يختلف من يقرأ عن من يكتُب ؟ ..
كل من يحب الكتابة هو بالتأكيد يُحب أن يقرأ .. والعكس ليس صحيحاً ! ..



_فقط ؟ هذا هو الفرق ؟ ..
لا .. القراءة حرية .. والكتابة التزام وقيود .. يجب أن تكون أميناً حال الكتابة .. بينما لايجب أن تكون كذلك في القراءة .. لأنك وحدك المسؤول عن : كيف قرأت ؟ وكيف فهِمتَ ؟ ..



_قلتَ بأنك تكتُب ظناًّ منك أن أحداً سيسمع صوتك .. هل تقرأ لتسمع أنتَ صوت أحد ؟ ..
دعني أقول لك .. أن الحُزن والفرح هما "هاروت وماروت" الكتابة الذَينِ يُعلماننا الكلام .. وبعض من يكتبون ليسوا سوى مجموعة من السّحَرة .. أُحِبُهم أنا وأُجِلُّهم عندما يمارسون ذلك ضِدّ فرعون .. وأما أنا فإني لستُ سوى شخص تمنعه الكآبة من القراءة .. فيلجأ للكتابة بحثاً عن مُتنفس .. خشية الإختناق .. وما إن تزول _كآبتُه_ حتى يعود للقراءة .. متحسساً أصواتاً أُخرى تختنق ..





_ماذا عن فِرعون ؟ .. هل يُزعجه سِحرُ كبراء قومكم الذين علموكم الكلام ؟ ..
أجزِم بأنه يُزعجه .. بالرغم من أنه يُصِمُّ أذُنه عن سماعنا .. وربما لو لم يُصَب بالصمم الحقيقي لقطّع ألسِنتنا وأقلامنا وأوراقنا من خلاف .. غير أنه يملك عبيداً سحرة .. مردوا على الرق النفاق على طريقتهم المُثلى ! ..




_وماهي طريقتهم المُثلى ؟ ..
التلميع .. لا شيء سواه ..




_لماذا تَظُن أنه يملكهم ؟ ربما هم يملكونه بشكل أو بآخر ! ..
هو يملك الأشياء .. يستبدلهم _كالأشياء_ عندما يفقدون لياقتهم ..




_مابالهم لم يفقدوها إلى اليوم ؟ ..
لكثرتهم ياصديقي .. ولأنّ الساحة تزخَرُ بالمزيد من تلاميذهم .. وأمر آخر وهو الأهم .. أنه يعرف كيف يزيد من جُرعاتِ تنشيطهم ..




_أظنني سأفقد لياقتي أنا هنا قبل أن تفقد أنت لياقتك ..
عجباً لك .. ربما تحتاج لجُرعة مماثلة ..



_قد يكون .. ربما أنت وكبراء القوم هنا لاتُمانعون في أخذ جرعة أيضاً .. وقد تصمتون ..
لسنا نتنصل من مبادئنا .. سنصمُتُ فقط عندما تُذهلنا رؤيةُ غَدٍ جميل .. ذاك الذي نحلُمُ به ..




_أراك تتشدق بخيال ينافيه الواقع ..
لَستُ ضعيفاً لدرجة العجز عن الحلُم .. خصوصاً وأنني مُؤمنٌ بتحققه ..




_إذن فاهْنأ بطول أحلام سعيدة ..
إن شاء الله .. تأكيداً ..




_سأعود .. هل يمكنني ذلك ؟ ..
على الرحب والسعة ..

شكرا على درك الرائع يا احلام الليل

كنت ضلي في جل مواضيعي و انرتها بردودك

فانار الله قلبك بالقران و بحفظ القران

اللهم امين يا رب العالمين