والصلاة والسلام على حبيبنا الأنام
لا تكاد تخلو حياة أي زوجين في العالم من المشاكل والخلافات بسبب وبدونه وقد تصل الى الطلاق والعياذ بالله وإذا تعمقنا في الأمر نجد أن السبب الأساسي لعظم هته المشاكل واستمرارها هو تشبث كلا الطرفين برأيه وعدم التنازل وهذا مما يزيد الأمر تعقيدا،
لذلك جئتكم اليوم بقصة طريفة كانت الوالدة تحكيها لأخواتي حين إقبالهن على الزواج، هي قصة زوجة استطاعت الحفاظ على استقرار بيتها وضمان حب زوجها حتى بعد وفاتها بطريقة سهلة جدا، القصة بعنوان:
*الصندوق الأسود*
كانت حياة البنت مع زوجها جد عادية وسعيدة جدا لن أقول أنها خالية من المشاكل لكنها سرعان ما تضمحل بحكمة تصرف المراة، خلال الكثير من عقبات حياتهما والمشاكل التي كانت تعترض مسارهما، كانت الزوجة الذكية تلتزم الصمت وتتجنب طول النقاش، وقد اصطحبت معها صندوقا تضعه في غرفة نومها وكلما سألها الزوج عن سر هذا الصندوق أو استفسر عن محتواه أجابته بكل أدب قائلة: احتراما للعشرة التي بيننا والهدف الذي يجمعنا لا تفتحه، سيأتي الوقت المناسب لكشف سره، فاحترم الزوج رغبتها في الإحتفاظ بسر الصندوق طيلة حياتها
وبينا هي على فراش الموت بعد أن بلغت من العمر 60 عاما قررت اجلاء الستار وطلبت من زوجها فتح الصندوق لمعرفة محتواه، فوجد فيه دميتان ومبلغا كبيرا من المال قدره 25000 درهما، رأت علامات الاستغراب بادية على وجهه فأجابته قائلة:
بينما أمي تحظر جهاز زواجي أعطتني هذا الصندوق وأوصتني قائلة:
بنيتي في هذا الصندوق سعادتك واستقرار بيتك ونصيحتي لك إذا كان هناك أي خلاف بينكما إلتزمي الصمت ليس إهدارا لحقك كزوجة ولكن حرصا على ضمان سعادتك
لا تتركي مجالا للحقد في قلبك
وأحذرك حبيبتي من الإنتقام بالتفريط في واجباتك تجاه زوجك وبيتك
بل أفرغي مكبوتات صمتك في خياطة الدمى، بحيث كلما غضبت من زوجك أخيطي دمية واحتفظي بها في الصندوق وعودي إلى حياتك الزوجية وكأن شيئا لم يحصل.
فتبسم الزوج ضاحكا من قولها واجاب: طيب عزيزتي الصندوق يحوي دميتان فقط، معقول!!! أكثر من 25 سنة زواج أغضبتك مرتين فقط؟؟
سكتت الزوجة لآخر مرة في حياتها ممتنعة عن التعليق
فقال لها: طيب فهمت أن الدميتين نتاج صمتك وامتصاص لغضبك مني
فأنّا لك 25 ألف درهم؟؟؟ وانت ماكثة في البيت
فأجابته مبتسمة: هو ثمن الدمى التي قمت ببيعها لأن الصندوق لم يسعها.......وفارقت الحياة.
طيب إخوتي إذا تأملنا القصة نجد أن لها فوائد عدة فمن خلال تصرف الزوجة بحكمة وصبرها ضمنت:
* سعادة أسرية ملؤها الحب
* وفاء الزوج لها فالأكيد أنه لن ينسى موقفها طول حياته
* كما وفرت على الزوج ثمن لعب لأولادهما وتركت له مبلغا لا بأس به
- إبتسامة-
ومن وجهة نظري أنصح كل زوجة تبحث عن حلول لمشاكلها بهذه الوصفة العجيبة * وصفة الصندوق الاسود* لكن عندي إضافة بسيطة تنقي قلبك من كل غل تجاه زوجك وتنسيك هموم الدنيا بأسرها: وهي أن تجعلي في كل غرزة خيط في دماك ذكرا لله كأن تطلقي على كل دمية إسما معينا عل سبيل المثال:
* دمية الاستغفار
*دمية الحمد
* دمية التكبير...... وهكذا
ستنتهين في الأخير ببحور من الحسنات وصفاء قلب لا نظير له، إضافة إلى حياة أسرية سعيدة